إعلان الهيئة العليا لاستضافة كأس العالم 2034 يعكس رؤية متكاملة تركز على الحوكمة الفعالة، والتعاون الدولي، وتمكين الكوادر الوطنية الذي يُعد أحد أبرز أهداف الهيئة العليا، فتنظيم مثل هذه البطولة العالمية سيكون مناسبًا لتطوير جيل جديد من الكفاءات السعودية في مجالات الإدارة الرياضية المختلفة، وفرصة لإبراز المملكة بوصفها قوة رياضية وتنموية عالمية..
في عالم يتسارع فيه التطور الرياضي ويتزايد فيه التنافس على استضافة الفعاليات الكبرى، تقف المملكة العربية السعودية على أعتاب مرحلة جديدة تعكس طموحاتها المتنامية على الساحة الدولية، وقبل الدخول في التفاصيل، أهنئ القيادة الرشيدة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده باختيار المملكة لتكون الدولة المنظمة لبطولة كأس العالم 2034.
وانطلاقًا من السياق السابق، لا يعد تأسيس الهيئة العليا لاستضافة كأس العالم 2034 بقيادة ولي العهد مجرد خطوة تنظيمية، بل هو تأكيد رؤية إستراتيجية تسعى إلى وضع الرياضة أحد المحركات الرئيسة للتنمية الشاملة، كون الهيئة تُجسد نهجًا متكاملًا في الإدارة الفعالة، والتعاون الدولي، وتمكين الكوادر الوطنية.
بطولة كأس العالم، بأهميتها وحجمها، هي في الأساس اختبار شامل لقدرة الدول على التنظيم والتخطيط الإستراتيجي، فالمملكة تسعى من خلال الهيئة العليا إلى تقديم نموذج يحتذى به عالميًّا في الحوكمة الرياضية، مع التركيز على استدامة الموارد، وتعزيز الابتكار، وبناء إرث يمتد أثره لسنوات طويلة.
تأتي الحوكمة الرياضية في صميم رؤية المملكة لتنظيم كأس العالم 2034، ويمثل تأسيس الهيئة العليا التزامًا بتطبيق أعلى معايير الشفافية والاحترافية، مما يُعزز من قدرتها على تحقيق تنظيم استثنائي لحدث بهذا الحجم، ولا تعني الحوكمة فقط إدارة الموارد بكفاءة، بل تشمل أيضًا التخطيط طويل الأمد، وإدارة المخاطر، وضمان تحقيق أهداف اقتصادية واجتماعية مستدامة. إن إعلان الهيئة يعكس رؤية القيادة السعودية في تعزيز الحوكمة الرياضية بوصفها مبدأ أساسيًّا، حيث تُعد الشفافية في إدارة الموارد والتنفيذ عاملًا رئيسا لضمان النجاح، فضلًا عن التزام المملكة بتطبيق معايير عالمية لإدارة المشاريع الرياضية، بما يُبرز قدرتها على التنافس عالميًّا في هذا المجال، وهنا يجب عدم النظر إلى الشفافية والاحترافية بوصفها مطلبًا تنظيميًّا، بل وسيلة لبناء ثقة الجماهير والمجتمع الدولي، وقدرتنا -بمشيئة الله- في تقديم بطولة تُضاهي أفضل النسخ السابقة.
نعي جيدًا أن تنظيم حدث عالمي مثل كأس العالم يتطلب تعاونًا واسعًا مع الأطراف الدولية والإقليمية، حيث ستعمل الهيئة العليا على بناء شراكات إستراتيجية مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) والمؤسسات الرياضية الدولية، لضمان تنظيم بطولة تلتزم بأعلى المعايير، ولن تقتصر هذه الشراكات على الجوانب التنظيمية، بل ستشمل أيضًا تبادل الخبرات، وتطوير البنية التحتية، وضمان استمرارية الابتكار في جميع مراحل البطولة.
يُمثل التعاون الإقليمي بُعدًا مهمًا في رؤية الهيئة، ويمكن أن يكون تنظيم كأس العالم 2034 فرصة لتعزيز العلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة من خلال مشاريع مشتركة، مثل تبادل الخبرات في التدريب والتنظيم، أو الترويج المشترك للفعاليات المصاحبة للبطولة، حيث تُسهم هذه التفاعلات في إبراز المنطقة بوصفها وجهة رياضية عالمية وتعزز من التكامل الإقليمي. تُعد تجربة الاتحاد الأوروبي في تنظيم بطولة أمم أوروبا مثالًا يمكن الاستفادة منه، حيث أظهر التعاون بين دول متعددة كيف يمكن للرياضة أن تُصبح وسيلة لتعزيز العلاقات الإقليمية، ولدى المملكة بما تملكه من علاقات واسعة ومؤثرة الفرصة لتكرار هذا النموذج على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية.
تمكين الكوادر الوطنية يُعد أحد أبرز أهداف الهيئة العليا، فتنظيم مثل هذه البطولة العالمية، سيكون مناسبًا لتطوير جيل جديد من الكفاءات السعودية في مجالات الإدارة الرياضية المختلفة.
كما يُمثل تمكين المرأة أيضًا جزءًا أساسيًّا من رؤية الهيئة، من خلال إشراكها في مختلف مراحل التخطيط والتنفيذ، ويعكس سعي المملكة لتحقيق التوازن بين الجنسين في القطاع الرياضي والتحولات الإيجابية التي تشهدها، ويُبرز التزامها بتعزيز دور المرأة في التنمية.
إعلان الهيئة العليا لاستضافة كأس العالم 2034 يعكس رؤية متكاملة تركز على الحوكمة الفعالة، والتعاون الدولي، وتمكين الكوادر الوطنية، وفرصة لإبراز المملكة بوصفها قوة رياضية وتنموية عالمية.. دمتم بخير.