خالد بن علي المطرفي في سطور
في تفاصيل حارتنا القديمة، نقشتُ خطواتي الأولى نحو المعرفة، عندما كنت وأقراني المحدودين متنهمين للقراءة. لم نكن نملك ثمن الكتاب، فعمدنا إلى أن نتشارك بقروشنا المعدودة في استئجار كتب جورجي زيدان مثل “فتاة غسان، الحجاج بن يوسف”، والقصص المصورة للحرب العالمية الأولى والثانية، والعديد من الكتب التي فتحت عيوننا وعقولنا وقلوبنا على عالم آخر يحرض على المشاهدة والاطلاع.
لا يمكن أن أنسى مدرستي الأولى التي تعلمت فيها حروف العربية “مدرسة حراء الابتدائية”، وكان مديرها ومديرنا معاً هو إمام الحرم فضيلة الشيخ عبدالله الخليفي رحمه الله.
من حسن حظي أن دراستي في التعليم العام كانت في مكة المكرمة أولاً، فتخرجت من مدرسة الملك عبدالعزيز الثانوية في “العزيزية”، ثم جامعة أم القرى، ليبدأ ركضي بعدها في دروب الصحافة وطرقها الوعرة بالتعب والجَمال في آنٍ معاً.
كنت قبل العمل الصحافي متعلقاً بمجلة الأطفال الشهيرة “ماجد” التي راسلتها كثيراً في طفولتي، وكنت أحب “فضولي” تلك الشخصية المثيرة بشكله ذا الأنف الكبيرة واختباءاته العجيبة التي كانت تدهشنا بوجوده في مواقع لم تكن تخطر لنا على بال.
التحقت بصحيفة المدينة ثم الوطن ثم كانت قناة العربية حيث أسست مكاتب السعودية، والآن انضميت إلى قناة الشرق لأبدأ محاولة جديدة لتأسيس مكاتبها في السعودية. أفخر أنني تدربت على أيدي صحافيين كبار، وفي صحف عريقة في السعودية ومصر وأمريكا، لكنني ما زلت اتعلم في هذا الفضاء الواسع، لأن مهنة أن تتعلم لا تنتهي ولا أنتَ تكتفي!