انعكاس مفهوم “اقتصاد التجربة” على وجهة “مسار” يرتكز على تصميم التجربة الكاملة للزائر وجعل رحلته داخل الوجهة سلسة، فلم تعد المهمة محصورة في إنشاء المنشآت أو المرافق، بل تتعلق بكيفية استخدام الزائر لها وتأثيرها على إحساسه وراحته، من النظافة والأمن إلى الابتكار في وسائل النقل الذكية مثل مواقف السيارات الآلية والحافلات الكهربائية الترددية..
في عالمٍ يشهد تحولات متسارعة في مفهوم تطوير المدن الحضرية، تبرز مكة المكرمة بوصفها إحدى أهم الوجهات التي تستقطب الاهتمام العالمي، حيث تمثل قبلة ملايين المسلمين سنويًّا. ومع تطور احتياجات الحجاج والمعتمرين، وتزايد الطلب على تجارب مميزة تتناسب مع قدسية المكان وأهميته، بات الابتكار والتجديد ضروريين لتحقيق تجربة متكاملة للزوار، وهنا تتجلى أهمية المشاريع الكبرى التي تهدف إلى إعادة صياغة مفهوم الوجهات الدينية، لتتجاوز الجانب العمراني إلى تقديم تجربة فريدة تعتمد على التكامل بين البنية التحتية المتطورة واحتياجات الإنسان المتغيرة.
من هذا المنطلق، يقدم الأستاذ ياسر أبو عتيق، الرئيس التنفيذي لشركة أم القرى للتنمية والإعمار، رؤية إستراتيجية لوجهة “مسار” بمكة المكرمة، ففي مقاله المنشور مؤخرًا، يؤكد أن المشروع ليس مجرد تطوير عقاري، بل هو نموذج حي لمفهوم “اقتصاد التجربة”، الذي يضع الزائر واحتياجاته في قلب التخطيط والتشغيل، خاصة أنه يتربع على مساحة 3.6 كيلومترات مربعة بالقرب من الحرم المكي الشريف، ويمثل بذلك خطوة جريئة لتحويل العاصمة المقدسة إلى وجهة عالمية تستجيب لتحديات المستقبل، وتمنح زوارها تجربة حضرية مميزة.
يعكس تطبيق مفهوم “اقتصاد التجربة” كيف أصبحت التجارب الفردية العنصر الأساسي في القيمة الاقتصادية، ويشبّه أبو عتيق هذا التحول برحلة فنجان القهوة، موضحًا كيف انتقلنا من زراعة البن في اقتصاد الزراعة، إلى تحميصه وبيعه بوصفه سلعة في الاقتصاد الصناعي، وصولًا إلى بيع تجربة القهوة المتكاملة في المقاهي الحديثة، وهذا بالضبط ما تسعى إليه وجهة “مسار” اليوم.
ما يميز “مسار”، وفقًا لطرح أبو عتيق، هو الانتقال من مجرد تطوير عقاري تقليدي إلى تقديم تجربة متكاملة تُعنى بأدق التفاصيل، فمنذ أن أوشكت أعمال المقاول الرئيس للبنية التحتية على الاكتمال، تحوّل التركيز إلى “مرحلة اللمسات الأخيرة”، وفي حين قد تبدو هذه المرحلة بسيطة في ظاهرها، فإنها تمثل التحدي الأكبر لصانع الوجهة، إذ لم تعد المسألة تتعلق بالبناء فقط، بل بكيفية تقديم تجربة تركز على الضيف وراحته، وكيف يمكن لها أن تترك أثرًا إيجابيًّا على زيارته لمكة المكرمة.
انعكاس مفهوم “اقتصاد التجربة” على وجهة “مسار” يرتكز على تصميم التجربة الكاملة للزائر وجعل رحلته داخل الوجهة سلسة، فلم تعد المهمة محصورة في إنشاء المنشآت أو المرافق، بل تتعلق بكيفية استخدام الزائر لها وتأثيرها على إحساسه وراحته، من النظافة والأمن إلى الابتكار في وسائل النقل الذكية مثل مواقف السيارات الآلية والحافلات الكهربائية الترددية.
يشير أبو عتيق في مقاله إلى أن هذه المرحلة الأخيرة تتطلب تفكيرًا إستراتيجيًّا شاملًا في جميع تفاصيل تجربة الضيف، من النظرة الأولى حتى مغادرته، لذا، يجب أن تكون مدروسة بعناية، ولهذا ركزت “مسار” على استقطاب الشراكات الاستثمارية الرائدة التي تلعب دورًا في تشغيل وإدارة هذه الوجهة بما يعزز من تميزها، فالأمر لا يقتصر على استقطاب رؤوس الأموال فقط، بل يتعلق بتشكيل تحالفات إستراتيجية تعزز من جودة الخدمات، وتضمن تقديم تجربة فائقة الجودة.
ختامًا، يمكن القول إن المشروع ليس مجرد تطوير حضري عادي، بل هو رؤية متكاملة تعيد صياغة مفاهيم الضيافة الحضرية في مكة المكرمة، ويسير بخطى ثابتة نحو إتمامه، مع التزام الشركة بجعل وجهة “مسار” أيقونة عالمية تعكس طموحات المملكة في أن تكون هذه المدينة مركزًا حضريًّا مستدامًا يجمع بين التراث والتكنولوجيا، وتتيح للزائر فرصة لا تتكرر لخوض تجربة لا تُنسى في قلب العاصمة المقدسة.. دمتم بخير.