ما يميز «أوكساجون» أنها ترتكز على نفس الفلسفة والمفاهيم الخاصة بمجتمعات «ذا لاين»، حيث ستوفر قابلية للعيش بطريقة استثنائية متجانسة مع الطبيعة، من خلال موقعها المثالي قرب قناة السويس على البحر الأحمر..
ما زالت نيوم تفاجئنا بين فترة وأخرى بهيكلية مشروعاتها المستقبلية التي تتسم بالتنوع الاقتصادي الابتكاري، والاقتصاد المُستدام المحافظ على البيئة، وهي المعادلة الرابحة التي تراهن عليها وتعض عليها بالنواجذ، اللمسات الابتكارية تبينت بشكل ملموس مع إعلان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لإنشاء المدينة الصناعية “أوكساجون” التي تهدف إلى تقديم نموذج جديد لمراكز التصنيع المستقبلية، المتمثلة في إعادة تعريف توجه العالم نحو التنمية الصناعية الجديدة، والإسهام في حماية البيئة، وخلق فرص العمل الجديدة، وتحقيق النمو، ودعم السعودية في مجال التجارة الإقليمية، وتدفقات التجارة العالمية في المنطقة.
ستقدم “أوكساجون” حلول التنقل المتطورة والمرتبطة بنظام سلاسل الإمداد والخدمات اللوجستية، ما يساعد في ضبط البرامج الزمنية للتخطيط، والتسليم الآمن في الوقت المُحدد، وتحسين الكفاءة التشغيلية بتكلفة منخفضة.
ما يميز “أوكساجون” أنها ترتكز على نفس الفلسفة والمفاهيم الخاصة بمجتمعات “ذا لاين”، حيث ستوفر قابلية للعيش بطريقة استثنائية متجانسة مع الطبيعة، من خلال موقعها المثالي قرب قناة السويس، على البحر الأحمر الذي يشكل معبراً لنحو 13 % من التجارة العالمية. تتضمن “أوكساجون” منظومة تعليمية وبحثية وإبداعية ستنافس المراكز العالمية المرموقة، وتشجع الشراكات مع الشركات الناشئة والكبرى، حيث ستشكل سبعة قطاعات صناعية أساس التنمية الصناعية فيها مدعومة بقاعدة الابتكار والتقنية الجديدة، وهي: الطاقة المستدامة، والتنقل المستقل (الذكي)، وابتكار تقنيات المياه، وإنتاج الأغذية المستدامة، والصحة والرفاهية، والتقنية والتصنيع الرقمي (تقنية الفضاء والتشغيل الآلي)، إضافة إلى الطرق العصرية للإنشاء والتعمير. ميزة مهمة أخرى لـ “أوكساجون” وهي تبنيها لرؤية ابتكارية متمثلة في بناء الاقتصاد الدائري القوي المدعوم بالقطاع الصناعي القائم على أحدث الأساليب المتّبعة للثورة الصناعية الرابعة.
ربما يتساءل البعض: لماذا نصف هذه المدينة الصناعية العائمة في البحر؟.. لأن ذلك سيمكنها من تطوير الاقتصاد الأزرق، بهدف تطوير الموارد المائية، وتقليص استخدام الأراضي للأغراض الصناعية، وستمنحها هذه الفكرة آفاقًا حول كيفية تطوير المدن الصناعية على شواطئ المناطق الساحلية المتضررة من تغيرات المناخ. أمر مهم يميز هذا المشروع وهو اعتماده على مصادر الطاقة المتجددة، حيث ستلبي الطاقة الشمسية وطاقة الرياح الجزء الأكبر من الطلب، وهناك حديث عن إمكانية تطوير المزيج من المصادر وحلول التخزين، بما في ذلك الطاقة المشتقة من الهيدروجين والطاقة الكهرومائية.
باختصار صممت “أوكساجون” لتكون أول مدينة صناعية على مستوى العالم تُعزز النمو الاقتصادي وتواجه تحديات التغير المناخي، لذلك ستكون حافزاً ليس فقط للنمو الاقتصادي، بل مفصلاً محورياً لقادة ورواد الصناعة الراغبين في قيادة التغيير وتسريع عجلة الابتكار.. دمتم بخير.