علينا الوعي بأنّ هذه المنصة تُعد مساحة لتوثيق مهاراتنا العملية وحياتنا المهنية، وليس للبحث عن الوظائف فقط، فهي تُسهل علينا كثيرًا في تعريف حياتنا المهنية وشرحها للآخرين، فيكفي أن تشارك حسابك مع الآخر ليتعرف على حياتك المهنية بشكل أعمق، لهذا لا بدّ من معرفة كيفية تعزيز علامتنا التجارية وكيف يبدو حسابنا بأفضل صورة ممكنة..
أؤمن بأنه من حق كل “صحافي” في أي منصة إعلامية، بناء علامته التجارية الشخصية (المهنية)، بعيدًا عن المنظومة الرسمية التي يعمل تحت ظلالها، شريطة عدم الإخلال بقوانين مؤسسته وأخلاقياتها.
ومن خلال اللقاءات العفوية مع الزملاء والزميلات الذين ألتقي بهم من فترة لأخرى، لمناقشة المستقبل المهني الصحافي، أو حتى أثناء تقديمي للدورات التطويرية، ألاحظ أن أكبر التحديات التي يواجهها الصحافيون من جيل المخضرمين أو حتى من الأجيال الصاعدة، هو عدم استيعابهم لمسألة “صناعة علامتهم الشخصية” أو ما يُطلق عليها صُنَّاع الاتصالات التسويقية بـ”البراند الشخصي”، وانعكاساته على نضوج مستقبلهم المهني.
أعلم يقينًا، أن طرح هذا الموضوع يحتاج إلى أكثر من مقال، ولا يكفي لنقاشه مقال واحد، إلا أن ما دفعني لكتابته، وجود عدد غير قليل من الصحافيين، الذين يخطئون من دون قصد في عدم استثمار الخصائص المميزة التي توفرها لهم “لينكد إن”، وبالتالي تضييع الاستفادة من المنصة المهنية الأولى، فالبعض على سبيل المثال لا الحصر، يحرص على إعادة تدوير ما نشره في صحيفته أو ما أذاعه في برنامجه التلفزيوني أو الإذاعي في حسابه الشخصي، ظنًا منه أن ذلك يُعد الأساس في ترويج ذاته المهنية، وهذا بالتأكيد خطأ إستراتيجي يقع فيه الكثيرون.
“لينكد إن”، عبارة عن تجمع مهني يُعزز من أداء حضور الشخص الرقمي، لذلك يحتاج إلى عملية كتابية مُخطط لها وفق ما أطلق عليه بـ”التدافع المهني”، وهي زيادة الطروحات التي تُرسخ في أذهان المتابعين والمستكشفين المهنيين قدرات صاحب الحساب على خلق “الأفكار التطويرية”، من أجل تعزيز صورته الذهنية، وهذا إن بدا سهلًا في جوهره، إلا أنه يحتاج إلى مصابرة، فإذا كنت صحافيًا اقتصاديًا، فأقترح عليك، التخطيط لما يرتبط بهذه “الصحافة المتخصصة”، ككتابة منشور –مثلًا- عن الإشكاليات التي يواجهها الصحافيون في تغطياتهم “للقضايا الاقتصادية”، والحلول المقترحة المعينة لهم بشكل احترافي، وفقًا للخبرات الميدانية والمعرفية، أو تقديم ورقة مهنية تطويرية حيال “كيف تُصبح صحافيًا اقتصاديًا ناجحًا؟”، أو تقديم دليل مهني تطبيقي مستقى من أحد المصادر الموثوقة، وهكذا.
من الإسهامات التي أوصي بها الزملاء، الاستفادة من الموضوعات التي تطرحها شبكة الصحافيين الدوليين المعروفة اختصارًا بـ ijnet، والتي تتضمن مقالات وتقارير ثرية في كيفية تعامل الصحافيين مع “لينكد إن”، وهي عبارة عن إرشادات تقنية ومهنية.
علينا الوعي بأنّ هذه المنصة –كما ذكرت سابقًا- تُعد مساحة لتوثيق مهاراتنا العملية وحياتنا المهنية، وليس للبحث عن الوظائف فقط، فهي تُسهل علينا كثيرًا في تعريف حياتنا المهنية وشرحها للآخرين، فيكفي أن تشارك حسابك مع الآخر ليتعرف على حياتك المهنية بشكل أعمق، لهذا لا بدّ من معرفة كيفية تعزيز علامتنا التجارية وكيف يبدو حسابنا بأفضل صورة ممكنة.
وتحت هذا العنوان “كيف يستفيد الصحفيون من لينكد إن؟” كتبت الشبكة مقالًا نوعيًا، على هيئة نصائح جوهرية للصحافيين، كالتوصية على إنشاء مجموعة خاصة؛ لاستعراض مهاراته وآخر مستجداته المهنية، لمساعدته على فتح آفاق جديدة للنقاش والتقييم، لجذب أكبر عدد من المتابعين وتبادل الأفكار والتعليقات، بالإضافة إلى استخدام المنصة للاستطلاع والتصويت على أعماله ومجموعة المهارات التي يملكها من خلال المجموعات الخاصة به، وضرورة استغلال المكان المخصص للملخًّص، وهو قسم يشمل ملخصًا عن المؤهلات والخبرات، ويجب كتابته بشكل احترافي ودقيق، خاصةً أنه أول ما يراه المستخدم عند زيارة الصفحة الشخصية وهو بمثابة “إعلان عن المهارات”.
ما أوصي به القطاعات التدريبية في المؤسسات الصحافية والإعلامية في السعودية، وهيئة الصحافيين السعوديين، بأهمية تنظيم ورش عمل مكثفة تطبيقية في كيفية الاستفادة من “لينكد إن”، لتطوير منظومتنا البشرية الإعلامية بالشكل المأمول.. دمتم بخير.