ما يميز «تقرير الأخبار الرقمية لمعهد رويترز 2024»، عن آخر نسخة صدرت مطلع العام الجاري، هو أنه أكبر تقرير تم نشره على الإطلاق، من خلال تغطيته 47 سوقاً تمثل مجتمعة أكثر من نصف سكان العالم، من ست قارات، مع اعتماد عينة تمثيلية لنحو 100 ألف مشارك فردي في الاستطلاع
كمهتم ومتابع لتطورات «الصناعة الإخبارية»، ومدى انعكاس التقنيات المتقدمة وتأثيراتها في جذب انتباه الجمهور والإعلانات، فضلًا عن التقدم الكبير في استخدام الذكاء الاصطناعي، والذكاء الاصطناعي التوليدي، وهو ما استعرضه بشكل علمي ومنهجي نوعي معهد رويترز لدراسة الصحافة بجامعة أكسفورد في تقريره الحديث الصادر في النصف الثاني من يونيو الماضي تحت عنوان «تقرير الأخبار الرقمية لمعهد رويترز 2024»، والذي يؤكد على حدوث متغيرات ديناميكية تقنية هائلة على إنتاج العمليات الإخبارية وترويجها على كافة المنصات التقليدية والحديثة.
ما يميز «تقرير الأخبار الرقمية لمعهد رويترز 2024»، عن آخر نسخة صدرت مطلع العام الجاري، هو أنه أكبر تقرير تم نشره على الإطلاق، من خلال تغطيته 47 سوقاً تمثل مجتمعة أكثر من نصف سكان العالم، من ست قارات، مع اعتماد عينة تمثيلية لنحو 100 ألف مشارك فردي في الاستطلاع.
يقدم تقرير عام 2024، رؤى جديدة حول وسائل التواصل الاجتماعي، والذكاء الاصطناعي في الصحافة، وإيرادات المنصات الإعلامية المالية من القرّاء، فضلًا عن المؤثرين في الأخبار، والثقة في الأخبار.
من النتائج المهمة للتقرير استمرار TikTok في السيطرة على الفئات الأصغر سنًا، وعلى الرغم من أن استخدامه لأي غرض يشبه العام الماضي، فقد ارتفعت نسبة استخدامه للحصول على الأخبار إلى 13 % في جميع الأسواق، و23 % للفئة العمرية 18-24 عامًا، فيما تخفي هذه المتوسطات النمو السريع في أفريقيا، وأميركا اللاتينية، وأجزاء من آسيا، كما يستخدم المنصة الآن أكثر من الثلث للحصول على الأخبار كل أسبوع في تايلاند (39 %) وكينيا (36 %)، مع وصول ربعهم أو أكثر في إندونيسيا (29 %) وبيرو (27 %)، بالمقارنة مع 4 % فقط في المملكة المتحدة، و3 % في الدنمارك، و9 % في الولايات المتحدة الأميركية.
وتشير نتائج التقرير بشكل جلي، أن مستقبل TikTok ما يزال غير مؤكد في الولايات المتحدة الأميركية في أعقاب المخاوف بشأن النفوذ الصيني، فضلًا عن حظره بالفعل في الهند، على الرغم من ظهور تطبيقات مماثلة، مثل Moj وChingari وJosh.
لم يفلت الانتشار المتزايد لـ TikTok والشبكات الأخرى الموجهة للشباب من اهتمام السياسيين الذين أدرجوه في حملاتهم الإعلامية، فالرئيس الأرجنتيني الشعبوي الجديد خافيير مايلي، يدير حسابًا ناجحًا على TikTok مع 2.2 مليون متابع، بينما حقق الرئيس الإندونيسي الجديد، برابوو سوبيانتو، النصر في فبراير الماضي باستخدام المنصة في حملته الرئاسية على وسائل التواصل الاجتماعي.
ومما يوثقه تقرير هذا العام، ارتفاع تأثيرات TikTok وInstagram Reels وYouTube، بسبب استهلاك المتابعين الكبير للفيديوهات القصيرة -بما في ذلك منشئي المحتوى والمؤثرين- التي تحظى بأكبر قدر من الاهتمام عندما يتعلق الأمر بالأخبار، ولأول مرة في تاريخ استطلاعات معهد رويترز لدراسة الصحافة، تم إعطاء نظرة مفصلة على مواقف المستهلكين تجاه استخدام الذكاء الاصطناعي في الأخبار، بدعم من البحث النوعي في ثلاثة بلدان (المملكة المتحدة والولايات المتحدة والمكسيك)؛ نظراً لأن الناشرين يتبنون هذه الخاصية بسرعة كبيرة؛ لجعل أعمالهم أكثر كفاءة.
وقدمت المؤسسات الإخبارية تقارير مكثفة عن تطور وتأثير الذكاء الاصطناعي على المجتمع، حيث بدأت في اعتمادها لسببين رئيسيين، أولاً لأتمتة العمليات التي تتم خلف الكواليس كالنسخ وتحرير النسخ والتخطيط إلى تقليل التكاليف بشكل كبير، والعامل الثاني، مساعدتها في تخصيص المحتوى، لجعله أكثر جاذبية للجمهور، شريطة عن التقليل من ثقة الرأي العام، والتي يعتقد الكثيرون أنها ستصبح أصلاً بالغ الأهمية في عالم مليء بالوسائط الاصطناعية الوفيرة.
التقرير الواقع في 164 صفحة باللغة الإنجليزية، يُمثل قراءة نوعية مهمة لكافة صُنّاع الأخبار في المؤسسات الإعلامية والصحافية بالمملكة العربية السعودية؛ لما يمثله من أهمية في التخطيط الإخباري والقدرة على استهداف كافة الفئات العمرية؛ لتنمية مواردها المالية والإعلانية، وهو ما يتطلب منها قراءته والاستفادة منه بما يتوافق مع بيئتنا الإعلامية والثقافية والنفسية المحلية.. دمتم بخير.