يعرض الوثائقي قصص نجاح تطبيق منظومة الفوترة الإلكترونية ودورها في دعم الاقتصاد الوطني، ويُسلط الضوء على الجهود التي بُذلت لتطبيقه وتنفيذه، بعد نجاحه في الوصول إلى مرحلة الربط الإلكتروني بين أنظمة المكلفين بطريقة مؤتمتة دون معوقات..
“كواليس فاتورة”، فيلم وثائقي مدته 18 دقيقة تقريبًا، وأنصح الجميع من دون استثناء بمشاهدته من خلال حسابات هيئة الزكاة والضريبة والجمارك، على منصات التواصل الاجتماعي، وفكرته باختزال تقوم على رواية الوقائع التي تُكشف لأول مرة عن نظام “الفوترة الإلكترونية”، وأثرها في محاربة التستر التجاري والاقتصاد الخفي في السعودية.
قبل الدخول في التفاصيل، استعيد مقالًا كتبته في فبراير 2023 بعنوان: “كيف استأصلت السعودية خلايا اقتصاد الظل السرطانية؟”، بناء على حضوري لمؤتمر هيئة الزكاة والضريبة والجمارك، الذي أقيم تحت شعار “منظومة رقمية متكاملة لاستدامة الاقتصاد وتعزيز الأمن”، واستشهدت حينها بنص مهم من كلمة المحافظ المهندس سهيل بن محمد أبانمي، وأنقله هنا – بتصرف -، لارتباطه بموضوع الفيلم، وذكر حينها أن “الفوترة الإلكترونية” تُعد أحد الحلول النوعية التي يعول عليها في قص أجنحة “اقتصاد الظل أو الخفي”، وأن تطبيق هذا المشروع، جاء لدعم التنمية الاقتصادية وتعزيز الجانب الأمني، وامتدادًا للنهضة الاقتصادية والتحول الرقمي الذي تشهده المملكة.
بعيدًا عن السياقات الرسمية، وبناء على المصادر المعلوماتية، فإن مشروع “الفوترة الإلكترونية” حقق نجاحًا في مرحلتيه الأولى والثانية، ويَبرُز هذا النجاح في الالتزام الكبير لدى المنشآت مع بدايات تطبيق المرحلة الأولى التي تُعرف بمرحلة الإصدار والحفظ”، وحتى ندرك قيمة وأبعاد الفيلم الوثائقي، الذي يتجاوز المشاهدة والسيناريو والاستضافات المهمة التي تضمنها، فمن المهم أن نعرف كمجتمع واعٍ مصطلح “اقتصاد الظل”، الذي يشمل جميع العمليات المالية والتجارية خارج النظام المصرفي، وكذلك الأعمال غير القانونية والإجرامية، لذا فمحاربة هذا “الاقتصاد التخريبي” أمر بالغ الأهمية على المستوى الفردي والجمعي.
يعرض الوثائقي قصص نجاح تطبيق منظومة الفوترة الإلكترونية ودورها في دعم الاقتصاد الوطني، ويُسلط الضوء على الجهود التي بُذلت لتطبيقه وتنفيذه، بعد نجاحه في الوصول إلى مرحلة الربط الإلكتروني بين أنظمة المكلفين بطريقة مؤتمتة دون معوقات، وهو ما جعل المملكة إحدى أسرع الدول على مستوى العالم في تطبيق “الفوترة الإلكترونية”، وذلك بفضل البنية التحتية الرقمية المتقدمة في السعودية، وجاهزية القطاع الخاص السعودي لاستيعاب التطورات التقنية. هناك بُعد توثيقي مهم للمشروع، فبعد النتائج المتميزة لإتمام المرحلة الأولى، تم إطلاق المرحلة الثانية تحت مسمى “الربط والتكامل”، والتي يتم فيها ربط أنظمة الفوترة الإلكترونية الخاصة بالمنشآت مع نظام “فاتورة” التابع لهيئة الزكاة والضريبة والجمارك، حيث يوجد اليوم أكثر من 14 ألف نظام فوترة إلكتروني مرتبط بمنصة فاتورة، وأكثر من 400 مليون فاتورة تمت مشاركتها عبر المنصة مطلع العام الميلادي الجاري (2023) وحتى الآن.
الفيلم في صورته الدلالية يُركز على إحدى مبادرات البرنامج الوطني لمكافحة التستر التجاري، وأحد منجزات هيئة الزكاة في مجال التحول الرقمي وتعزيز التعاملات الإلكترونية؛ لرفع كفاءة المنشآت التجارية وتحسين تجربة العميل، وهو ما يدعم مستهدفات رؤية السعودية 2030، والتأكيد على توحيد الجهود المبذولة من كافة الجهات لمحاربة ممارسات الاقتصاد الخفي، وتسهيل أعمال وإجراءات المكلفين ومساعدتهم على الامتثال للأنظمة واللوائح، فضلًا عن التأثيرات الإيجابية للمنظومة على التنمية الاقتصادية السعودية، وتعزيز المنافسة العادلة وحماية حقوق المستهلك، والحد من الاقتصاد الخفي.
ما يدعونا إلى “الفخر الوطني”، هو أنه بحسب التقارير الصادرة من صندوق النقد الدولي، يتراوح حجم اقتصاد الظل في 154 دولة فيها بين 10 و60 % فيما يصل المتوسط إلى 32 % من الاقتصاد، إلا أن السعودية استطاعت بفضل هذا النوع من المشاريع الحفاظ على مكتسبات الاقتصاد الوطني، فمشروع الفوترة الإلكترونية يُعد اليوم من بين أسرع التجارب عالميًا في تطبيق النظام على جميع المنشآت التجارية الخاضعة لضريبة القيمة المضافة.. دمتم بخير.