بلغة الإمكانات، إن السعودية تمتلك بنية تحتية متكاملة من الملاعب والمنشآت والخدمات اللوجستية الرياضية؛ ولديها قدرات تنظيمية عالية، فضلًا عن نجاحها المهني في استضافة العديد من الفعاليات والأحداث الرياضية الإقليمية والدولية..
لستُ مُحللاً رياضيًا مُحنكًا مثل مقدمي برامجنا الرياضية البارزين، لكن كمراقب لمشهد التطور العام الذي نلاحظه بعمق في السعودية، ومن ضمن ذلك بالتأكيد منظومة القطاع الرياضي الذي شهد قفزات نوعية كبيرة، يقف خلف كواليسها فريق استراتيجي بقيادة وزير الرياضة الشغوف، الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، والمدعوم بشكل لا محدود من ولي العهد.
شاهدت بعضًا من مقابلة وزير رياضتنا مع قناة “CNN” الأمريكية بُعيد فوز صقورنا الخُضر على منتخب التانغو الأرجنتيني في مفاجأة عالمية من العيار الثقيل، ولكن ما لفت انتباهي في اللقاء المُتلفز، هو تصريح الأمير الذي قال بالنص: “ليس لدينا عرض لتنظيم كأس العالم 2030، وتركيزنا مُنصب على ملفي استضافة المملكة لكأس آسيا للرجال 2027 وللسيدات 2026”.
كمتابع لتفاصيل الشأن السعودي وتداعياته المختلفة، أطرح السؤال الإقليمي والدولي المُعتاد في مثل هذه التطلعات الرياضية وهو: هل السعودية قادرة على استضافة بطولتي كأس آسيا للرجال (2027) وللنساء (2026)؟.. سأجيب عن ذلك بالإثبات أو النفي في نهاية السطور، حتى لا أقع في فخ الاستعجال وعدم اليقين.
من باب التوضيح الرياضي لا أكثر وعلى ذمة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن الملف السعودي لاستضافة كأس آسيا للرجال 2027، كان الأضخم من ناحية عدد صفحاته التي بلغت 421 صفحة، يليه الملف القطري بـ 397 صفحة، ثم الاتحاد الهندي بـ 177 صفحة، والاتحاد الإيراني لكرة القدم بـ 132 صفحة.
وبلغة الإمكانات، فإن السعودية تمتلك بنية تحتية متكاملة من الملاعب والمنشآت والخدمات اللوجستية الرياضية؛ ولديها قدرات تنظيمية عالية، فضلًا عن نجاحها المهني في استضافة العديد من الفعاليات والأحداث الرياضية الإقليمية والدولية.
آسيويًا تعد السعودية من الدول المتفوقة في بطولة كأس آسيا، كونها فازت باللقب 3 مرات أعوام 1984و1988و1996، كما أن رياضتنا تشهد تطورًا ملحوظًا من خلال تنمية وتطوير اللاعبين، وارتفعت القيمة السوقية لدوري المحترفين السعودي في صيف 2021، لتصل إلى 368.25 مليون يورو بحسب موقع “ترانسفير ماركت” العالمي، وتفوق دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين على مختلف الدوريات الشهيرة في قارة آسيا خلال عام 2021، ليصبح الرقم 1 في القارة الصفراء منفرداً.
وبين ثنايا هذه النقاشات أطرح جزءًا من تصريح رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم، ياسر المسحل، الذي قال فيه: “نحن واثقون من قدرة المملكة على تنظيم البطولة التي تتناسب مع قيمة ومكانة جوهرة بطولات قارة آسيا”.
وبالنسبة لاستضافة كأس آسيا للسيدات لكرة القدم (2026)، فإن المملكة مُلتزمة بتحقيق الأهداف الاستراتيجية للجنة كرة القدم النسائية في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، والإسهام في تطويرها على المستوى القاري.
وحققت المملكة قفزات نوعية في ميدان كرة القدم النسائية، رغم حداثة عهدها، كما سجلت المرأة السعودية حضورها الرياضي في أكثر من لعبة أولمبية، محرزة إنجازات في منافسات عدة، وظهرت بصورة لامعة على وجه الخصوص في 7 ألعاب شهدت تحقيقها إنجازات محلية ودولية، ومن ضمنها كرة القدم.
وفي أكتوبر 2022 دشن الاتحاد السعودي لكرة القدم أول دوري ممتاز رسمي للسيدات بمشاركة الأندية السعودية في 3 مدن، كما أطلق دوري الدرجة الأولى للسيدات الذي يضم 17 فريقا مقسما حسب المناطق، وهو ما أظهر العديد من المواهب المستقبلية التي ستدعم مستقبل كرة القدم النسائية السعودية.
وأحد ملامح التطور تشكيل منتخب السعودية الأول لكرة القدم للسيدات العام الماضي، الذي خاض عدة مباريات ودية دولية للدخول في نظام تصنيف المنتخبات في (الفيفا)، فضلًا عن تخصيص “اتحاد القدم”، إدارة مختصة لكرة القدم النسائية؛ لتطويرها بشكل منهجي.
وأخيرًا أعود للسؤال السابق: هل السعودية قادرة على استضافة كأس آسيا للرجال (2027) وللنساء (2026)؟.. الإجابة بالتأكيد هي “نعم”.. دمتِ بخير يا “سعوديتنا الخضراء”.