علينا أن ندرك أن التقنيات الحديثة والابتكار والمنهجيـات العلميـة والممارسـات التطبيقيـة ذات العلاقة، تُعد اليوم من أهم الممكنات اللازمة لتحقيــق مســتهدفات مبــادرتي «الســعودية الخضــراء» «والشرق الأوسط الأخضر» حيــال تنميــة الغطــاء النباتــي بشــكل مســتدام..
لم يُعد تنمية الغطاء النباتي بالنسبة للحكومة السعودية مجرد أفكار خيالية، بل هو ضرورة استراتيجية، لذلك تبذل اليوم جهودًا مؤسسية جبارة من أجل الوصول إلى التنمية البيئية المستدامة، وهو ما يؤكده تنظيمها للمعرض والمنتدى الدولي لتقنيات التشجير، والذي ينظمه المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، بالتعاون والتنسيق مع وزارة البيئة والمياه والزراعة.
قبل الدخول في التفاصيل، من المهم استدراك أمرين مهمين في هذا الإطار، الأول ما جاء على لسان ولي العهد: “لن تقتصر مواجهــة التغييــر المناخــي فقــط علــى تخفيــض الانبعاثات، بــل أيضًا علــى حمايــة وتعزيــز البيئــة، والإعلان عن بدء المرحلــة الأولى لمبــادرة التشــجير بزراعــة أكثــر مــن 450 مليــون شــجرة، إضافــة إلــى إعــادة تأهيـل 8 ملايين هكتـار مـن الأراضي المتدهـورة، وتخصيـص أراضـي محميـة جديـدة ليصبـح إجمالـي المناطـق المحميـة في المملكـة أكثـر مـن 20 ٪ مـن إجمالـي مسـاحتها”.
الأمر الثاني يأتي المنتدى الدولي قبل أيام من احتفال العالم باليوم الدولي لمكافحة التصحر والجفاف، المصادف للسابع عشر من يونيو كل عام، وتصنف الهيئة الأممية التصحر من بين أكبر التحديات البيئية في عصرنا الحاضر؛ بسبب غياب التشجير المُستدام، وهو باختصار قضية عالمية لها آثار خطيرة على التنوع البيولوجي والسلامة الإيكولوجية، والقضاء على الفقر والاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والتنمية المستدامة على الصعيد الأممي.
التقديمات السابقة تؤكد للرأي العام المحلي والدولي قيادة السعودية لدفة المنطقة في مجال دعـم الغطـاء النباتـي وتنميته ومكافحة التصحر، من خلال استعراض أحدث التقنيات، وإطلاق المبادرات النوعية الطموحة محليّاً وإقليميّاً، والاستعانة على تنفيذها بأحدث التقنيات العالمية المبتكرة.
برأي أن المعرض والمنتدى الدولي لتقنيات التشجير، نجح بالدرجة الأولى في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وتقييم ومراجعة أهم البحوث والدراسات والتقنيات في مجال التشجير ومكافحة التصحر، والتعرف على النماذج الناجحة المطبقة عالميًّا، والجمع بين كبار المستثمرين وقادة الشركات وصناع القرار ومقدمي الحلول التقنية وقادة الصناعة الخضراء المهتمين بالمناخ والقضايا البيئية، فضلًا عن تطوير أدوات الاستدامة، وتوفير منصة لتشجيع الجهات الحكومية والمنظمات شبه الحكومية والشركات والمنظمات غير الربحية، التي تستهدف أصحاب المصلحة لمكافحة التصحر وزيادة الغطاء النباتي، وسـد الفجـوة مـن خـلال تقريـب الخبـرات العالميـة.
نجح في تفعيل المشاركات الواسعة من الجهات الحكومية، والقطاع الخاص، والجمعيات البيئية، والجهات والمنظمات الدولية، إضافة إلى أكثر من 90 متحدثًا ومتحدثة من الخبـراء والمهتميـن بالمجـال البيئـي وقضايـا المنـاخ من نحو 20 دولة ومنظمة عالمية، وتخلله أكثر من 20 جلسة حوارية وورشة علمية، وتقديم نحو 50 ورقة علمية، ومشاركة نحو 80 عارضًا لمنتجاتهم ومشروعاتهم وابتكاراتهم، التي تمثل أحـدث مـا تَوصَّـل إليـه عالـم التقنيـة فـي مجـال مكافحـة التصحـر والتخفيـف مـن آثـاره وتنميـة الغطـاء النباتـي وحمايتـه، وآخـر مسـتجدات التجـارب والأبحـاث والدراسات العلمية.
علينا أن ندرك أن التقنيات الحديثة والابتكار والمنهجيـات العلميـة والممارسـات التطبيقيـة ذات العلاقة، تُعد اليوم من أهم الممكنات اللازمة لتحقيــق مســتهدفات مبــادرتي “الســعودية الخضــراء” “والشرق الأوسط الأخضر” حيــال تنميــة الغطــاء النباتــي بشــكل مســتدام، لذلك يمثل تنظيــم المعــرض والمنتــدى الدولــي لتقنيــات التشــجير، فرصــة كبيــرة للحــد مــن التصحــر.. دمتم بخير.