هذه اللعبة على الأقل بين خمس وعشر سنوات مقبلة، الناس الآن ليس لديهم فرصة أو متسع من الوقت ليضيعوه في القراءة. ستقول انتكاسة، وسأقول لك، بل السرعة والتطور والاستفادة من التقنية لإدارة الوقت، الآن الجيل الثالث من الجوال. وغدا الجيل الرابع،
صحيفة عكاظ (2006)
يفتح المدير الاقليمي لقناة العربية في الرياض خالد المطرفي جرحاً نازفاً في جسد الصحافة الورقية مؤكداً ان التلفزيون هو اللغة المقبلة وان الصحافة ستبقى خارج لعبة المنافسة في الفترة القادمة.
وبرر تأكيده ذلك أن التلفزيون يمنح المتلقي مساحة للتفكير ويعلم الابداع بلغة صحافية حقيقية وهو كذلك «المانشيت» المصور والسبق الصحافي الحقيقي كما اوضح ان التلفزيون وسيلة لضخ التفكير والابداع الاعلامي وهو بذلك يجدف ضد التيار السائد والمألوف فيما يتعلق بمستقبل الصحافة الورقية.
هذه اللعبة على الأقل بين خمس وعشر سنوات مقبلة، الناس الآن ليس لديهم فرصة أو متسع من الوقت ليضيعوه في القراءة. ستقول انتكاسة، وسأقول لك، بل السرعة والتطور والاستفادة من التقنية لإدارة الوقت، الآن الجيل الثالث من الجوال. وغدا الجيل الرابع، وهناك في الغرب والشرق الأقصى حيث التطور يقرأ الناس الجريدة، ويشاهدون التلفزيون على الجوال. بالله عليك مع هذه الثورة وعصر السرعة! من سيجلس ليقلب صفحات الجريدة الورقية؟
وعن مشهدنا الاجتماعي وعلاقته بالصحافة قال: إن الصحافة نبتة البيئة، وبيئتنا ذات حراك وعراك لا يتوقفان. مجتمعنا لديه تباينات وتناقضات وحتى إختلافات تستلزم الاحتكاك بحثاً عن حالات توافق، ومناطق صعود، إلى جانب وجود طموحات جماعية وفردية، وكذلك أهداف استراتيجية تحددها الحكومات بمشاركة مجالس استشارية مستقلة يتقدمها مجلس اقتصادي ومجلس شورى، كما أن السعودية لا تقع على أطراف الكرة الأرضية السياسية ولا أختها الاقتصادية، نحن على هذه الارض نمتلك نسبة من القوة في صناعة العالم سياسياً واقتصادياً، وبالتالي فإننا نستحق منح انتاجنا الصحافي اسماً يشير إلينا، فشيوع مسمى الصحافة السعودية إلى الآن لا يتجاوز مجرد التسمية والتمييز، لكننا نحتاج إلى إضافات جديدة حتى تصبح صحافتنا المحلية متقاربة مع تجربة السعودية في صحف مهاجرة، مثل «الشرق الأوسط» و«الحياة» تحديداً، فهما فكر ومال وإدارة سعودية.
وعن رأيه هل لدينا صحافة جديدة أو صحافيون جدد قال المطرفي:
– نعم، صدقني لدينا شباب مختلف في الطرح، والفكر، واللغة، وكل شيء، وإن لم نفسح له المجال فقد ارتكبنا خطأً فادحاً، المعطيات تغيرت وعلينا أن نمنح ونوزع الفرص لهم، وإن لم يمنحوا اليوم الفرص، فسيكتسحونها غداً.
وعن أهم التحديات التي تواجه الصحافة والإعلام في المملكة؟
قال إنها المهنية، (موضوعية، صدق، مباشرة).
وعن نجاح قناة العربية ومنافستها لقناة الجزيرة قال المطرفي:
– ياعزيزي قناة «العربية» تجاوزت غيرها بثلاثة أضعاف في نسبة المشاهدة. وهذا ليس تعصباً، بل لغة الأرقام والواقع.
وهذا يؤكد أن المهنية الصارمة في القناة أساس، والتطور الدائم لتقديم الأفضل هاجس. بمعنى آخر، نحن نعمل وليس لدينا أجندة ضد أحد. وبالمناسبة فالقناة (العربية) من خلال مكتبها في السعودية تدار من خلال كوكبة شابة سعودية. أنا أتحدث هنا عن المراسلين في مكتب السعودية وجلهم شباب لا تتجاوز أعمارهم الثلاثين، وهذا يعكس بالدرجة الأولى أن ما يقدم في المحطة من تقارير وأخبار، هو من صنع وفكر هؤلاء الشباب الذين هم جزء كبير من نجاح القناة، والقناة كان لها فضل كبير في تقديم أسماء ارتبطت بالمشاهد السعودي، صالح الثبيتي أول مذيع نشرة أخبار سعودي في دبي (كان من أهم المراسلين لدينا)، بندر الرومي مدير إنتاج ومحترف في الأداء، عمر الزبيدي، سعود الخلف، عبدالرحمن السيف، تركي السهلي، قاسم الشلهوب، حسن الطالعي، عبدالمحسن القباني، جميعهم وثَّقوا صلتهم بالمشاهد السعودي، سواء على مستوى الأحداث الأمنية أم السياسية والاقتصادية، أم التقارير الاجتماعية غير المطروقة تلفزيونياً من قبل.