قبل الشروع في كتابة المقال، استمعت وأنصت للمقابلة التلفزيونية -وأنصح الجميع بمشاهدتها- التي أدارها باحترافية الزميل العزيز خالد السليمان في برنامجه «في العلن» مع الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير بوابة الدرعية، جيري إنزيريلو، والذي يُعد واحدًا من أعظم أصحاب الرؤى الملهمين في مجال الضيافة على مستوى العالم.
مقابلة السليمان مع إنزيريلو كانت تحمل الكثير من المضامين والتفاصيل المحورية حول مستقبل الدرعية التي تُعد أكبر مشروع تراثي على مستوى العالم، فضلًا عن كونها تحتضن أبرز معالم المملكة الثقافية والتراثية، وقلب المشروع «حي طريف التاريخي»، وهو أحد المواقع المدرجة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي منذ يوليو 2010.
في المقابلة التلفزيونية، أوضح إنزيريلو الكثير من التطورات الجارية على مستوى الدرعية، والتي تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أنها ستصبح وجهة السعودية التراثية والثقافية أمام العالم، وهو ما ستبرهنه في ذلك الأيام المقبلة إن شاء الله.
وسط هذه التطورات يبرز السؤال التالي: ما الجديد بالنسبة للدرعية اليوم؟ الإجابة عن ذلك تقودنا للعودة إلى منتصف الأسبوع الماضي تحديدًا، بعد إعلان ولي العهد عن ضم مشروع الدرعية إلى المشاريع الكبرى المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة؛ للاهتمام بدعم المنطقة؛ لكونها مركز التراث والثقافة في المملكة، ومهد الدولة السعودية الأولى.
ضم المشروع للصندوق، يبرهن جهود الدولة صوب مشروع الدرعية الذي يُشكل قيمة للهوية الوطنية والثقافة السعودية، فضلًا عن القيمة التاريخية والثقافية والسياسية لها في تاريخ الدولة السعودية الممتد منذ 300 عام.
وليس ذاك فحسب، بل إن الضم يؤكد أيضًا على دور صندوق الاستثمارات العامة في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، عبر إطلاق العديد من القطاعات الواعدة، والتي يمتد آثرها الإيجابي في التنوع والتطور الاقتصادي للمملكة.
يبين لنا السياق السابق لنا فهم تجليات دعم ولي العهد لمشروع الدرعية، الذي يؤكد للرأي العام السعودي والعالمي، مكانتها بوصفها مصدر فخر وإلهام، ليصبح واحداً من المشاريع الفريدة من نوعها على مستوى العالم، بما تزخر به من مقومات ومعالم ثقافية وتراثية وسياحية، ومركز ثقافي جاذب في المملكة.
سيدعم الصندوق المشروع ليصبح من أكبر الوجهات الثقافية السياحية العالمية في المملكة، تماشياً مع رؤية 2030، وستحتضن الدرعية العديد من المعالم الثقافية في المنطقة، حيث سيتعرف الزوار من مختلف أنحاء العالم على تاريخ مملكتنا العريق عبر عددٍ من المتاحف، والمنشآت، والمعالم الثقافية.
ومن أهم معالم التطور، أنه سيجعل المشروع وجهة ذات جاذبة فريدة بنمط حياة وتجارب مميزة تحتفي بالثقافة السعودية، وذلك من خلال تفعيل الأصول التراثية واستضافة الفعاليات الثقافية والترفيهية، ومن الاستيضاحات التي لاحظت بزوغها في منصات التواصل الاجتماعي عن الأسباب التي دفعت القيادة لضم مشروع الدرعية كخامس المشاريع الكبرى المملوكة للصندوق، وهو أن قطاعات السياحة والترفيه والضيافة تُعد من القطاعات الثلاثة عشر ذات الأولوية لدى الصندوق وفقاً لاستراتيجية الصندوق 2021 – 2025.
وانطلاقًا من النقطة السابقة، فإن الصندوق سيدعم استحداث فرص استثمارية جديدة للشركات المحلية، خاصة أن مشروع الدرعية يُعد جزءاً من استراتيجية الصندوق، للمساهمة في تمكين وتعزيز الإمكانات السياحية والثقافية في المملكة العربية السعودية. والإسهام من خلال ذلك في إطلاق مجموعة واسعة من الفرص الاستثمارية الجديدة في الدرعية عبر مختلف مراحل التطوير؛ ومنها: البناء، والضيافة، والإسكان، والتجزئة، والترفيه، واستحداث فرص العمل، للكوادر الوطنية.
مشروع الدرعية بموازاة مشاريع صندوق الاستثمارات العامة الكبرى الطموحة؛ كالقدية، ونيوم، والبحر الأحمر، وروشن، ستعمل على بناء منظومة اقتصادية للمساهمة في التحول الوطني والعالمي، وتحفيز الاستثمارات، بهدف تحقيق عوائد على المديين المتوسط والبعيد، وتنويع مصادر دخل الاقتصاد السعودي، وزيادة حجم الناتج المحلي الإجمالي.
باختصار.. ستستفيد الدرعية من المنظومة المتميزة التي يتمتع بها الصندوق بهدف تمكين وإدارة الفرص المهمة في قطاعي البنية التحتية والعقار والسياحة المحليين.. دمتم بخير.