بما أننا نعيش أفراح العيد فمن المهم استدراك ملامح التحركات السعودية التي تمت في رمضان، وكيف تحولت إلى وجهة لكثير من قيادات الدول الإسلامية، وهو يعكس حرصها الاستراتيجي على استقرار العالم الإسلامي عمومًا، والمنطقة خاصة
بداية كل عام ووطننا وقيادتنا والشعب السعودي الكريم بخير، بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.
تعي القيادة السياسية السعودية بعمق أهمية إعادة ترتيب المنطقة؛ نتيجة للمتغيرات الجيوسياسية التي يُمر بها العالم، ومنطقتنا جزءٌ لا يتجزأ من هذه المتغيرات، وهو ما يفرض عليها؛ نظرًا لثقلها الاستراتيجي الإقليمي والدولي ومكانتها الإسلامية دورًا محوريًا في لملمة الشعث السياسي العربي والإسلامي، برؤية حكيمة وسياسة متزنة.
السعودية اليوم هي مِئزر العالمين العربي والإسلامي، ويمكن اختصار موقعها في البيت الشهير لأبي الأسود الدؤلي الذي يقول فيه:
لا يَصلُحُ الناسُ فَوضى لا سَراةَ لَهُم .. وَلا سَراةَ إِذا جُهّالُهُم سادوا
وبما أننا نعيش أفراح العيد فمن المهم استدراك ملامح التحركات السعودية التي تمت في رمضان، وكيف تحولت إلى وجهة لكثير من قيادات الدول الإسلامية، وهو يعكس حرصها الاستراتيجي على استقرار العالم الإسلامي عمومًا، والمنطقة خاصة وما يدور فيها من تداعيات خطيرة غير مسبوقة، لذلك تدرك أن مكانتها وموقعها وتأثيرها العابر للحدود، يفرضان عليها القيام بهذا الواجب.
ومن الملفات المحورية دعم المملكة إسوة بأشقائها الخليجيين، لمبادرة مجلس التعاون الخليجي “المشاورات اليمنية – اليمنية”، وما تمخض عنها من تشكيل المجلس الرئاسي اليمني، الذي استطاع اليمنيون من خلاله هندسة دولتهم وحاضرهم ومستقبلهم بصلاحيات دستورية وقانونية، والاضطلاع بمهام “إدارة الدولة سياسيًا وعسكريًا وأمنيًا طوال المرحلة الانتقالية”، فضلًا عن إعادة البوصلة اليمنية للمسار الصحيح، وتحقيق تطلعات الشعب اليمني الشقيق، وبعث الأمل فيه من جديد.
وفي الملف اللبناني كانت هناك رؤية سعودية متزنة ومحسوبة في الوقت نفسه، بعودة السفير وليد بخاري إلى لبنان، والتي تمت استجابة لنداء ومناشدات القوى السياسية الوطنية المعتدلة والرموز الدينية في هذا البلد المنكوب -بسبب حزب الله الإرهابي- التي طلبت عودة بلد الأرز إلى عمقه العربي، وتأكيد رئيس وزرائها على التزام حكومته باتخاذ الإجراءات اللازمة والمطلوبة لتعزيز التعاون مع السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، والعمل الجدي على إيقاف كل الأنشطة السياسية والعسكرية والأمنية التي تمس المنطقة عمومًا، ماذا يعني ذلك؟ يعني أن الحكمة السعودية وثقلها السياسي ينقذان الدولة اللبنانية وشعبه من سيطرة ملالي إيران على مقدراته وقراراته والتي أوصلته إلى أسوأ وضع في التاريخ السياسي اللبناني الجديد.
وآخر الملفات على الطاولة السياسية السعودية، هي الزيارة التي قام بها الرئيس التركي أردوغان ولقاؤه خادم الحرمين الشريفين وولي العهد، وحرصه على ورغبته الجادة في تعزيز العلاقات مع الرياض؛ استشعارًا لدورها القيادي والسياسي والاقتصادي في العالم الإسلامي.. دمتم بخير وعيدكم مبارك.