لست هنا في معرض الدفاع عن تحالف دعم الشرعية في اليمن؛ لأنه أثبت بالمواقف الثابتة في أكثر من حدث شفافيته ووضوحه بل والاعتراف بالخطأ العرضي أمام الملأ إذا حدث شيء من ذلك بسبب معلومات استخباراتية مغلوطة، أو أخطاء فنية..
في الخامس من نوفمبر 2019، أقرت وزارة الدفاع الهولندية، بمقتل 74 مدنياً عراقيًا في الثالث من يونيو 2015، جراء غارتين جويتين نفذتهما مقاتلات هولندية من طراز “إف 16″، في قضاء الحويجة على بعد 55 كم جنوب غربي كركوك، وذلك في إطار عمليات التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش”، أي أن الاعتراف بالخطأ العسكري جاء بعد أربع سنوات تقريبًا.
نعم الأخطاء والحوادث العرضية واردة في العمليات العسكرية حتى ولو كانت هامشية، ولا يعني ذلك الاستخفاف بحياة المدنيين على الإطلاق، لكن أن يُعاد تعليب القضية من الناحية السياسية هو الأمر المقلق بعينه، وهو ما يحدث حاليًا مع قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، من خلال مزاعم وجود حوادث عرضية والعمل على تعظيمها وتسييسها بطريقة لا تخدم الشعب اليمني ولا قضيته العادلة، بقدر ما تخدم ميليشيا الحوثي وربيبتهم جمهورية ملالي الشر الإيرانية.
هذا التصعيد غير المبرر ضد التحالف سواء الصادر من الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش”، والادعاء بوقوع ضحايا من المدنيين جراء استهداف تجمع قيادات حوثية شمال العاصمة اليمنية صنعاء، أو غيرها من الادعاءات الأخرى الصادرة عن المنظمات الحقوقية المُسيسة، تأتي ضمن سياق “صدقك وهو كذوب”، وهي جزء لا يتجزأ من منظومة الحرب النفسية والإعلامية العسكرية؛ بسبب الإنجازات المحققة على الأرض من قبل أبطال الجيش اليمني الوطني، وبنك ضربات التحالف الجوية التي أذاقت الحوثيين الويلات وتسببت في تراجعهم وتفكيك منظومتهم القيادية والصاروخية.
لست هنا في معرض الدفاع عن تحالف دعم الشرعية في اليمن؛ لأنه أثبت بالمواقف الثابتة في أكثر من حدث شفافيته ووضوحه بل والاعتراف بالخطأ العرضي أمام الملأ إذا حدث شيء من ذلك بسبب معلومات استخباراتية مغلوطة، أو أخطاء فنية، بل وصل الأمر به إلى مسألة المسارعة في التحقيق وكشف الحقائق، وهذا بدا جليًا وواضحًا في تصريحات المتحدث الرسمي للفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن المستشار القانوني، منصور المنصور -جهة مستقلة عن التحالف- بعد ادعاءات الأمم المتحدة بشأن سقوط ضحايا من المدنيين”، حيث قال بالحرف الواحد: “تم رصد مثل هذه الأنباء في منصات التواصل الاجتماعي ونحن الآن بصدد عملية البحث والتدقيق؛ للتأكد من صحة هذه الادعاءات، وفي حال التأكد منها فسيبحث الفريق في مدى تحمل قوات التحالف مسؤوليته هذا الأمر، من خلال التحقيق فيها ونشر نتائجها”، الإعلام الإيراني ومن يدور في فلكه ركز على هذه الجزئية، وغيب الجزئية الأهم، وهو مطالبة المستشار للميليشيات الإرهابية في صنعاء بإبعاد أنشطتهم العسكرية واجتماع قياداتهم عن الأحياء السكنية لقربها من المدنيين والأبرياء، الذين يصرون على هذه الاستراتيجية بهدف إيقاع الأبرياء تحت سابق الإصرار والترصد.. دمتم بخير.