الخلايا السرطانية المتمثلة في جماعات «الإسلام السياسي»، نجح أطباء صُنع القرار في السعودية ومصر، في التعامل معها متنبهين بأهمية علاجها مُبكرًا، أو استئصال جذورها بعملية جراحية متقنة،
يُعد «السرطان» اليوم من أكثر الأمراض الخبيثة انتشارًا في عصرنا الراهن، ويكفي أن نعرف أنه أزهق في (2020) زُهاءَ 10 ملايين شخص، في شتى أطراف المعمورة، ويعتقد الباحثون أن تطور المرض يتطلب إحداث عدد من التغييرات في داخل الخلية لأسباب عديدة، منها «العامل المُبادر»، الذي يؤدي إلى حصول تغيّر جيني، فربما يولد الإنسان مع انحراف جيني مُعين، بينما يمكن حدوثه مع الآخرين نتيجة لقوى فاعلة داخل الجسم أو خارجه، وهناك «العامل المُساعِد» على نمو الخلايا بسرعة، التي تستغل الانحرافات والتغيّرات الجينية الناجمة عن العوامل المُبادِرَة، فتجعل خلاياه تنقسم بسرعة أكبر، وهو ما يؤدي إلى تراكمها كَـ»وَرم سرطاني»، أما العامل الأخير فهو «المُشَجِّع» الذي يجعل السرطان أكثر عدوانية وتفشيًا، ويزيد من احتمال اقتحامه للأنسجة القريبة منه وتدميرها.
علاجات الأمراض السرطانية تتنوع بحسب نوعه ومرحلته، ومن بين تلك العلاجات، قتل وإزالة الخلايا السرطانية، أو تدمير المتبقي منها، وهناك علاج آخر مُخصص للأعراض الجانبية الناتجة عن المرض، لكن جميع الاتجاهات الطبية تتفق على أمر واحد، للحد من عبء هذا المرض الخبيب -حفظ الله الجميع منه- بأهمية الكشف المُبكر للمرض، بالإضافة إلى تزويد المصابين به بقدر كاف من العلاج والرعاية.
ليست ثمة طريقة مؤكدة لتجنب الإصابة بالسرطان، لكن الأطباء أفلحوا في تحديد بعض الطرق التي تُساعد -بإذن الله- على خفض عوامل خطر الإصابة، ومن أهمها على الإطلاق استشارة الطبيب بشأن اللقاحات المتوفرة، والحرص المنتظم على إجراء فحوصات الكشف المبكر، لكن السؤال المطروح اليوم على نطاق واسع هو: هل هناك مرض سرطاني لم تصل الدوائر والمراكز البحثية الطبية إلى اكتشافه؟ الإجابة بالتأكيد هي «نعم».
وبعيدًا عن الأعراض الجسدية الجانبية للمرض، هناك نوع آخر من خلايا الأمراض السرطانية لم تستطع -كما أجبت سابقًا- المراكز الطبية الكشف عنه؛ لأنه باختصار شديد غير مرئي (مخفي)، رغم أن خطورته تتجاوز الأنواع السرطانية الأكثر فتكًا بالإنسان، لكونه يتخذ نماذج معاصرة تتكيف وتتلون مع طبيعة الظروف، وضررها على الأمن القومي العربي أكبر من ضرر الخلايا السرطانية الجسدية، ومن أمثلتها على سبيل المثال لا الحصر: جماعة الإخوان المسلمين (مصر)، وحركة حماس (فلسطين)، وحزب النهضة (تونس)، وحزب اللات (لبنان)، وجماعة الحوثي الانقلابية (اليمن)، وغيرها من أشكال هذه الخلايا الخبيثة المنتشرة في أركان وطننا العربي، لكن المُقلق في هذه المنظومة أن بعضها يتخذ طورًا حميدًا في مراحل ما، من خلال رفع شعارات الدفاع عن حقوق الإنسان، وتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة للمواطنين، ثم بعد أن تتمكن من السيطرة على مفاصل السلطة التشريعية والتنفيذية، وتصل إلى مبتغاها لا تلبث أن تتحول إلى طور الورم الخبيث، ينهك كاهل العرب، بدرجة مخيفة.
الخلايا السرطانية المتمثلة في جماعات «الإسلام السياسي»، نجح أطباء صُنع القرار في السعودية ومصر، في التعامل معها متنبهين بأهمية علاجها مُبكرًا، أو استئصال جذورها بعملية جراحية متقنة، مثل ما قام به مؤخراً الطبيب «قيس سعيد»، عندما استأصل من تونس، خلايا حزب النهضة السرطانية، مستفيداً من التجارب السابقة من أصدقائه العرب.